تحولت المجزرة الجماعية بطنجة إلى لغز حقيقي بعدما تفجرت فضيحة اختفاء كميات كبيرة من اللحوم بشكل مفاجئ، ما وضع الجزارين في مواجهة خسائر غير متوقعة، وفتح الباب أمام علامات استفهام كبيرة حول ما يجري خلف أبواب المجزرة.
وكشف عدد من الجزارين لموقع طنجاوة أن لحومهم يتم استبدالها بأخرى أقل جودة، بل إن بعضهم اكتشف أن أجزاء كاملة من العجول التي قاموا بذبحها اختفت وكأنها تبخرت في الهواء.
أحد الجزارين قال، وهو يكاد ينفجر غضبا، إنه فقد نصف عجل كامل بعد أن أوكله إلى عمال المجزرة، قبل أن يصدم بأن ما وصله إلى محله مجرد بقايا “لا تصلح حتى للكلاب الضالة” على حد تعبيره.
واعتبر عدد من الجزارين أن “الفوضى” التي ترافق عملية شحن اللحوم وتوزيعها داخل المجزرة الجماعية، تخفي وراءها مصالح مشبوهة تهدف إلى تحقيق أرباح غير مشروعة على حساب الجزارين والمستهلكين على حد سواء.
وطالب هؤلاء بفتح تحقيق جدي للكشف عن الأطراف المتورطة، ووضع حد لهذه التجاوزات التي تهدد مصدر رزقهم.
وفي السياق ذاته، اعتبر عبد العظيم الطويل نائب رئيس جماعة طنجة المفوض له الإشراف على المجزرة الجماعية، أن “الخطأ وارد بسبب الضغط الكبير الذي تعرفه المجزرة”.
وأضاف أن “ما وقع غير متعمد”، كما أن لجنة مختلطة قامت بوضع يدها على الاختلالات التي تشهدها المجزرة، كما قامت بإنجاز محاضر في الموضوع، وكذا اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إصلاح الاختلالات المسجلة، وضمان السير العادي لهذا المرفق، معتبرا أن الجماعة حريصة على تحسين ظروف العمل داخل المجزرة، ومعالجة جميع الشكايات الواردة من المهنيين في أقرب وقت.
وشدد المسؤول الجماعي على أن المجلس الجماعي يعمل بتنسيق مع المصالح المختصة من أجل تعزيز آليات المراقبة، وتفادي تكرار مثل هذه الحوادث، خاصة أن المجزرة الجماعية بطنجة تعرف ضغطا كبيرا بحكم حجم النشاط التجاري بالمدينة وتزايد الطلب على اللحوم.