تعيش المديرية الإقليمية للفلاحة بطنجة على صفيح ساخن، بعدما تحولت قاعات الاجتماعات ومكاتب المسؤولين إلى ساحات مواجهة مفتوحة بين المديرة الإقليمية وأعضاء غرفة الفلاحة، في مشهد غير مسبوق ينذر بانفجار وشيك داخل قطاع حيوي، بات يئن تحت وطأة الجفاف وسوء التدبير واحتقان غير مسبوق بين المنتخبين والموظفين.
وعلم موقع طنجاوة من مصادر مطلعة، أن عدد من أعضاء غرفة الفلاحة بطنجة، قاطعوا أخيرا اجتماع رسمي دعت إليه المديرة الإقليمية، في سياق سلسلة لقاءات تشاورية مع المهنيين للبحث عن حلول لآثار الجفاف وقلة التساقطات المطرية التي تهدد الموسم الفلاحي 2024-2025.
وكشفت المصادر أن قرار المقاطعة جاء كرد فعل مباشر على ما وصفه الأعضاء بـ”انفراد المديرة بالقرارات ومحاولة تمريرها دون إشراك الغرفة الفلاحية”، متهمين إياها بـ”العمل بمنطق التعليمات الفوقية دون مراعاة الواقع الفلاحي المحلي، أو الإنصات لمطالب الفلاحين الذين يمثلون الركيزة الأساسية لأي مخطط فلاحي ناجح”.
وأضافت المصادر ذاتها أن الأعضاء الغاضبين يشعرون بـ”التهميش الممنهج” في تدبير الملفات الحارقة المرتبطة بالماء والسقي وتوزيع الشعير المدعم، إلى جانب برامج الدعم التقني، معتبرين أن هذه الممارسات تضرب في العمق روح العمل التشاركي الذي يفترض أن يحكم العلاقة بين الإدارة الوصية والغرفة الفلاحية باعتبارها مؤسسة تمثل الفلاحين.
لكن في الجهة المقابلة، تفجر الغضب داخل أروقة المديرية نفسها، بعدما خرج الفرع النقابي للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي بطنجة (UMT) عن صمته، موجها اتهامات ثقيلة لبعض أعضاء الغرفة الفلاحية، متحدثا عن إهانات لفظية واعتداءات معنوية متكررة يتعرض لها موظفو المديرية أثناء قيامهم بمهامهم، ناهيك عن تدخلات سافرة في اختصاصاتهم، وفق ما جاء في بيان نقابي ناري.
ووصفت الوضع داخل المديرية بـ”غير المقبول”، اعتبرت أن ما يجري يمثل انتهاكا صريحا للقوانين المنظمة للعمل الإداري، داعية السلطات إلى التدخل العاجل لحماية الموظفين وتوفير ظروف عمل ملائمة، خصوصا وأن المرحلة الحالية تتطلب تعبئة جماعية لمواجهة تداعيات الجفاف بدل الانشغال في صراعات جانبية.
وأكد النقابيون أن الوظيفة الأساسية للمديرية الإقليمية للفلاحة تقتضي التركيز على تنفيذ المشاريع التنموية الموجهة للعالم القروي، والعمل على إنجاح البرامج الحكومية ذات الصلة بدعم الفلاحين بالمشورة التقنية والمدخلات الفلاحية والشعير المدعم، بدل استنزاف الوقت والجهد في معارك هامشية تعطل المصالح الحيوية للمهنيين.
ولم تستبعد مصادر الموقع تطور الوضع داخل المديرية نحو مزيد من التصعيد، خاصة أن النقابة دعت الموظفين إلى الاستعداد لجميع الأشكال الاحتجاجية للدفاع عن كرامتهم وحقوقهم، في وقت يطالب فيه أعضاء الغرفة الفلاحية بفتح تحقيق إداري في طريقة تدبير المديرة الإقليمية للقطاع، وسط مخاوف من أن تتحول الخلافات التقنية إلى صراع شخصي مفتوح بين الطرفين.