مع اقتراب عيد الفطر، تعيش محلات الحلويات في طنجة على إيقاع حراك استثنائي، حيث يتهافت السكان على اقتناء ما لذ وطاب من الحلويات التقليدية، في مشهد يعكس تغير العادات التي كانت لسنوات طويلة تجعل من المطبخ الطنجي ورشة إبداع تنبعث منها روائح السمن واللوز المحمص.
لم يعد إعداد الحلوى في البيوت الطنجاوية طقسا محفوظا كما في السابق، حيث فرضت إكراهات الوقت، وسرعة إيقاع الحياة العصرية، والبحث عن الجودة المضمونة، نفسها على الأسر التي باتت تفضل اللجوء إلى المحلات المتخصصة.
ولعل “حلويات الفتح” تعد من بين العناوين الأبرز في هذا المشهد، حيث يتوافد عليها عشاق الطعم الأصيل، متيقنين أن ما سيحصلون عليه لا يقل عن حلوى من صنع أمهاتهم وجداتهم.
في هذا الركن من طنجة، تلتقي خبرة الحرفيين مع أسرار المطبخ التقليدي، ليخرج من بين أيديهم كعب الغزال، والفقاص، والشباكية، والبريوات، والملوزة، وغيرها من الحلويات التي تذوب في الفم تاركة خلفها نكهة الذكريات.
“نحرص على أن تكون وصفاتنا قريبة جدا من الطريقة المنزلية، دون إضافات صناعية أو تغيير في المقادير الأصلية”، تقول إحدى العاملات في المحل بابتسامة تفوح منها رائحة الزهر واللوز.
وسط هذا الإقبال الكثيف، يعكس اختيار الطنجاويين لمثل هذه المحلات شغفهم بالحفاظ على تقاليدهم، وإن كان ذلك عبر وسطاء مهرة، فالعيد في طنجة يبقى وفيا لطقوسه، وإن تبدلت الأيادي التي تعجن وتصنع.