كشف العثور على نفق سري يربط مدينة سبتة المحتلة بالفنيدق عن تحول مهم في الحرب ضد شبكات تهريب المخدرات، حيث اعتبرته السلطات الإسبانية مرجعا في مكافحة الجريمة المنظمة.
ووفق صحيفة إلفارو دي سبتة فإن إرنستو سيغورا، رئيس المركز الإقليمي للتحليل والاستخبارات ضد المخدرات (CRAIN)، أكد خلال مقابلة مع إذاعة “كادينا سير”، أن عملية اكتشاف النفق جاءت ثمرة تعاون مكثف بين مختلف الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها الحرس المدني الإسباني.
وأبرز سيغورا أن العمليات الأمنية الواسعة تعتمد بشكل أساسي على العمل الاستخباراتي، مشيرا إلى أن “الاستخبارات تلعب دورا محوريا في كل العمليات الكبرى ضد شبكات المخدرات، كما ظهر جليا في العمليات الأخيرة التي نفذها الحرس المدني”.
ومن بين القضايا التي تطرق إليها المسؤول الإسباني، اعتراض غواصة محملة بـ6.6 أطنان من الكوكايين في المحيط الأطلسي بتاريخ 25 مارس، بالإضافة إلى ضبط سبعة أطنان أخرى من نفس المادة في مخابئ سرية على ضفاف نهر الوادي الكبير نهاية العام الماضي.
وأكد سيغورا أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الأجهزة الأمنية لا يتمثل فقط في ضبط الشحنات المهربة، بل في اختراق البنية التنظيمية لهذه الشبكات والوصول إلى قياداتها الكبرى.
وأضاف: “هدفنا هو الوصول إلى الرؤوس المدبرة التي تتحكم في هذا النشاط الإجرامي، وهذا ما نركز عليه في مراكز التحليل والاستخبارات”.
وفيما يتعلق بالإمكانات المتاحة لمواجهة تصاعد نشاط شبكات التهريب، أقر سيغورا بأن العصابات الإجرامية تستثمر مبالغ ضخمة في وسائل الحماية والتخفي، ما يفرض على الأجهزة الأمنية تطوير قدراتها بشكل مستمر.
وختم بالقول: “نسعى دائما للحصول على وسائل أكثر تطورا، لأن المهربين يمتلكون إمكانيات هائلة، وهو ما يجعل المواجهة أكثر تعقيدا”.
ويؤكد اكتشاف هذا النفق السري مرة أخرى أن المواجهة مع شبكات التهريب ليست مجرد سباق مع الزمن، بل هي حرب مفتوحة تتطلب استراتيجيات متطورة لضمان تفكيك هذه المنظومات الإجرامية من جذورها.