سجلت محاولات الهجرة غير النظامية إلى مدينة سبتة المحتلة تراجعا ملحوظا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية، حيث لم تتجاوز 343 محاولة دخول، وفق آخر تقرير صادر عن وزارة الداخلية الإسبانية.
وبحسب موقع إلفارو دي سبتة، فقد بلغ عدد المهاجرين الذين تمكنوا من دخول سبتة عبر المعابر البرية، بما في ذلك الحواجز الحدودية، 340 شخصا، من بينهم 77 خلال الأسبوعين الماضيين، بينما لم يتجاوز عدد الوافدين عن طريق البحر ثلاثة مهاجرين فقط.
وأظهرت الأرقام الرسمية انخفاضا حادا في أعداد المهاجرين الذين تمكنوا من دخول المدينتين المحتلتين، حيث تراجعت نسبة الدخول إلى سبتة بنحو 57.4% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، إذ سجلت السلطات 798 محاولة دخول خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2024، أي بانخفاض بلغ 458 حالة.
الأمر ذاته عرفته مليلية، حيث لم يتمكن سوى 39 شخصا من دخول المدينة عبر المعابر البرية، فيما سجلت السلطات حالة واحدة فقط لدخول مهاجر عبر البحر، وهو نفس الرقم المسجل في السنة الماضية.
وامتد هذا التراجع إلى مختلف المسارات التي يسلكها المهاجرون للوصول إلى إسبانيا، حيث بلغ إجمالي الوافدين بطرق غير نظامية 11.998 مهاجرا منذ بداية يناير إلى غاية 31 مارس، بانخفاض قدره 25.5% مقارنة بنفس الفترة من 2024.
ووفق الأرقام الرسمية، فإن معظم المهاجرين دخلوا إسبانيا عبر البحر، حيث بلغ عددهم 11.609، أي أقل بنسبة 24.4% مقارنة بالسنة الماضية.
كما شهد عدد القوارب التي استعملت للوصول إلى السواحل الإسبانية انخفاضا بـ 75 قاربا، ليبلغ إجمالي القوارب المستخدمة خلال هذه الفترة 280 فقط.
أما جزر الكناري، التي لطالما شكلت نقطة عبور رئيسية للمهاجرين، فقد استقبلت 9.424 مهاجراً حتى متم مارس، بانخفاض نسبته 28% مقارنة بالسنة الماضية، إذ سجلت السلطات خلال نفس الفترة من 2024 وصول 13.082 مهاجرا.
كما تراجع عدد القوارب الوافدة إلى 145 قارباً، مقارنة بـ 200 قارب خلال السنة الماضية.
وفي المقابل، شهدت السواحل الإسبانية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بما فيها شبه الجزيرة الإيبيرية وجزر البليار، ارتفاعا طفيفا في أعداد المهاجرين الوافدين، حيث تم تسجيل 2.181 مهاجراً، بزيادة نسبتها 3.5% مقارنة بالعام الماضي، مع انخفاض في عدد القوارب المستعملة في هذه الرحلات.
ورغم التراجع المسجل في أعداد المهاجرين، لا تزال الحدود الجنوبية لإسبانيا تشهد توترا بين الفينة والأخرى، حيث تتكرر عمليات الإنقاذ في عرض البحر، خاصة بالقرب من الحواجز الحدودية بسبتة ومليلية المحتلتين.
وكان آخر هذه العمليات يوم الأحد الماضي، حين اضطر عناصر من الخدمة البحرية التابعة للحرس المدني الإسباني إلى إلقاء أنفسهم في الماء لإنقاذ مهاجرين كانوا يحاولون العبور من الفنيدق إلى الثغر المحتل، في مشاهد أصبحت مألوفة خلال السنوات الأخيرة.
ورغم الجهود المبذولة، لا تزال مياه البحر الأبيض المتوسط شاهدة على مآس إنسانية متكررة، حيث سُجلت ما يقارب عشر حالات وفاة منذ بداية العام، وسط استمرار المهاجرين في سلوك المسارات الأكثر خطورة، وعلى رأسها المعابر الحدودية البحرية، التي تُعرف بكونها الأخطر والأكثر دموية.