عاش شاطئ تارخال بسبتة، أمس الخميس، على وقع محاولات متكررة لعشرات المهاجرين المغاربة، أغلبهم قاصرين، لبلوغ الضفة الأخرى سباحة، متحدين الظروف البحرية العاتية التي كادت تودي بحياة العديد منهم.
وكشفت صحيفة إلفارو دي سبتة أن عناصر خدمة الإنقاذ البحري التابعة للحرس المدني الإسباني نفّذت طوال اليوم عمليات إنقاذ مكثفة، حيث تم انتشال مهاجرين، بعضهم بالكاد كان يقاوم التيارات البحرية القوية، بينما لقي آخرون صعوبة كبيرة في الإفلات من براثن الأمواج العاتية.
ومع تقدم ساعات اليوم، ازدادت خطورة الوضع بفعل تدهور الأحوال الجوية، مما لم يمنع مهاجرين مغاربة من المجازفة بحياتهم أملا في العبور إلى الأراضي الإسبانية.
مصادر ميدانية من الحرس المدني ربطت هذه الموجة الجديدة من المحاولات بعوامل الطقس، مشيرة إلى أن البحر الهائج عادة ما يكون حافزا لمثل هذه المحاولات اليائسة، رغم خطورتها الكبيرة.
وتحدثت مصادر متطابقة عن مشاهد مؤلمة خلال عمليات البحث، إذ تم رصد شبان يرتدون بزات الغوص، وبعضهم مزود بزعنفيات السباحة، وهم يحاولون بشتى السبل الوصول إلى السواحل الإسبانية.
عمليات الإنقاذ لم تكن سهلة، خاصة مع قوة التيارات البحرية التي سحبت العديد منهم بعيدا عن المسار الذي كانوا يقصدونه.
فرق الحرس المدني استنفرت وحداتها البحرية للقيام بعشرات الطلعات في عرض البحر، في حين تكفلت الدوريات الأرضية باستقبال الناجين ونقلهم إلى النقاط الحدودية، حيث تلقوا الإسعافات الأولية من فرق الصليب الأحمر، التي وفرت لهم الأغطية والمساعدات العاجلة.
وفي بعض الحالات، تمكن مهاجرون من الوصول إلى الشاطئ بمفردهم، ليجدوا في انتظارهم عناصر الأمن الإسباني الذين تولوا نقلهم إلى المراكز المخصصة للمهاجرين.