تحوّل كورنيش مدينة طنجة، وبالضبط على مستوى محج محمد السادس، إلى نقطة سوداء تُسائل السلطات المحلية والمصالح الاجتماعية، بعد أن بات مسرحا يوميا لاستغلال أطفال صغار في عمليات تسوّل ممنهجة، تثير القلق وتطرح أكثر من علامة استفهام حول غياب تدخل حازم يحمي الطفولة من التشرد والانحراف.
وفي مشهد يتكرر يوميا أمام أنظار الجميع، يُزجّ بأطفال لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات في الشوارع، حيث يُطاردون المارة على الأرصفة أو يتوجهون إلى السائقين المتوقفين على طول كورنيش البلايا، متوسلين بكلمات مثل “عمو”، ومستخدمين حركات عناق ودموع مصطنعة تستهدف إثارة العاطفة واستدرار الشفقة.
وبحسب ما عاينته طنجاوة، فإن عددا من هؤلاء الأطفال لا يتحركون بعفوية، بل يبدو أن وراءهم أيادي خفية – في الغالب أمهاتهم – يُشرفن على العملية من بعيد.
الغريب في الأمر أن بعض هؤلاء الأطفال يظهر عليهم “احتراف” غريب في أداء هذا الدور، وكأنهم خضعوا لتدريب منزلي على كيفية انتزاع درهم أو درهمين من جيب متعاطف.. أما الأمهات فغالبا ما تكتفين بالمراقبة عن بُعد أو الجلوس تحت ظلال الأشجار بعيون ترصد الغلة اليومية.