ما تزال قضية الاعتداء الشنيع الذي طال سفيان الزرزوري، مراسل صحافي لإحدى المنابر الوطنية بمدينة طنجة، تثير كثيرا من علامات الاستفهام وسط الرأي العام المحلي والوطني، في ظل التطورات التي لحقت الملف، وفي مقدمتها استمرار المتهم الرئيسي في حالة سراح، بالرغم من وجود أدلة قوية على تورطه.
ووفق معطيات حصلت عليها طنجاوة، فإن الزرزوري كان قد تعرض لعملية استدراج محبوكة من طرف عصابة إجرامية، قبل أن يتم الاعتداء عليه وسرقة هاتفه النقال ومعدات تصويره، في واقعة خلفت صدمة في صفوف الجسم الصحفي بالمدينة، ونُقل على إثرها الضحية إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.
الغريب في الأمر، أن المتهم الرئيسي، المدعو مـ.ا الذي واجهه الضحية مباشرة خلال التحقيق، لم يُتابَع في حالة اعتقال، بل ظل حرا طليقا، رغم تصريحاته المتضاربة، ومعطيات محضر الضابطة القضائية التي أكدت ارتباطه المباشر بالواقعة، وتورطه في جناية تكوين عصابة إجرامية والسرقة والعنف.
وتشير تفاصيل جلسة التحقيق المنعقدة بتاريخ 24 أكتوبر 2024، إلى أن المتهم حاول تضليل العدالة من خلال إنكار معرفته بأحد المشتبه فيهم، في وقت أكد فيه الزرزوري أن الاثنين كانا حاضرين لحظة الاعتداء.
وعلى الرغم من أن قاضي التحقيق أقر بوجود قرائن قوية في الملف، فقد قرر متابعة المتهم الرئيسي في حالة سراح، مع قبول المطالب المدنية للضحية، وإحالة القضية على هيئة المحكمة للنظر فيها.
في المقابل، ما يزال باقي المتورطين في حالة فرار، دون أن تُبادر الجهات المعنية إلى إصدار مذكرات بحث أو اتخاذ إجراءات استباقية لتوقيفهم، ما زاد من حجم الغموض والتخوف من أن تنزلق القضية إلى نفق التماطل.