خيم الحزن صباح اليوم الإثنين على الساحة الفنية المغربية، بعد رحيل الفنان الكبير محسن جمال، الذي أسلم الروح بإحدى المصحات الخاصة بمدينة طنجة، متأثرا بمضاعفات صحية ألمّت به في الفترة الأخيرة، بعد مسيرة فنية امتدت لأزيد من أربعة عقود.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن الراحل، المزداد بمدينة طنجة سنة 1948، كان قد خضع في الآونة الأخيرة لعملية جراحية دقيقة، انتهت ببتر رجليه، بسبب تدهور حالته الصحية الناتج عن مضاعفات مزمنة، لم تفلح تدخلات الأطباء في الحد منها.
محسن جمال، الذي ترعرع في أجواء فنية بمدينة البوغاز، سطع نجمه منذ بداية الثمانينات، حيث أطلق أولى أعماله سنة 1983، قبل أن يثبت مكانته كأحد رموز الطرب المغربي الأصيل، بفضل صوته الدافئ وإتقانه لآلة العود، ووفائه لقيم المدرسة الموسيقية التقليدية.
وخلف الفنان الراحل رصيدا فنيا غنيا، بصم به ذاكرة الطرب المغربي، حيث تردد جمهوره على مدار سنوات على نغمات أغانيه الشهيرة، من قبيل: “الزين فالثلاثين”، “أكيد أكيد”، “سمع ليا نوصيك”، و”عيونك قالو لي”، وهي أعمال ما زالت تلقى صدى في نفوس عشاق الفن الأصيل.
وقد خلف خبر وفاته موجة من التأثر في الأوساط الفنية والثقافية، حيث نعاه عدد من الفنانين والإعلاميين بكلمات مؤثرة، استحضروا فيها خصاله الفنية والإنسانية، مؤكدين أن المغرب فقد أحد أعمدته الفنية بصمت وهدوء، كما عاش.
ومن المرتقب أن تُشيع جنازة الراحل في وقت لاحق اليوم بمدينة طنجة، وسط أجواء من الحزن، وبحضور أسرته الصغيرة وعدد من أصدقائه ورفاق دربه الفني.