عاد الجدل ليخيم مجددا على أجواء نادي اتحاد طنجة، بعدما تحولت انتقادات منخرط بالفريق إلى شكاية أمام القضاء، في مشهد يعكس احتدام التوتر داخل البيت الطنجي.
ففي الوقت الذي اعتبر فيه الصمدي الكرفطي أن حبّه للفريق قاده إلى مسطرة استماع استمرت زهاء خمس ساعات، شدد عضو المكتب المسير ياسين التمسماني على أن الأمر لا يتعلق بحرية التعبير، بل بتجاوزات “مسّت السلامة النفسية والجسدية” للنادي.
الكرفطي: خمس ساعات من التحقيق… فقط لأنني أحب اتحاد طنجة!
لم يكن الصمدي الكرفطي، المنخرط بنادي اتحاد طنجة، يتوقع أن يتحول عشقه لفارس البوغاز إلى رحلة استماع لدى الشرطة القضائية بطنجة دامت 5 ساعات كاملة، بسبب شكاية تقدم بها المكتب المسير ضده، على خلفية تدوينات انتقد فيها طريقة تسيير النادي، والتي اعتبرها سببا مباشرا فيما أسماه “النتائج السلبية المتتالية”.
وفي تصريح خص به موقع “طنجاوة”، لم يُخف الكرفطي إحساسه بـ”طعنة من الخلف”، قائلا: إنه اكتفى بالتعبير عن غيرته على فريق المدينة دون المساس بأسماء الأشخاص أو الخوض في حياتهم الخاصة، مشيرا إلى أن تدويناته ركزت على الأداء الإداري والرياضي الباهت الذي طال نادٍ ظل يسكن وجدانه منذ نعومة أظافره.
وأضاف الكرفطي أن الاتهامات لم تتوقف عند حدود النقد، بل شملت أيضا تهمة التحريض على المكتب المسير، وتحميله مسؤولية ما قيل إنه أضرار نفسية لحقت ببعض أعضائه، معتبرا هذه المزاعم “مجانية ومجحفة”، ولا تمت بصلة إلى حقيقة مشاعره تجاه النادي.
وختم الكرفطي حديثه بنبرة يغلب عليها الحزن والأسى: “لم أكن أتصور أن أجد نفسي في قفص الاتهام فقط لأنني حلمت بفريق ينافس الكبار… لا أن أكون أسير قاعات التحقيق”.
هذا، ويتابع الكرفطي حاليا في حالة سراح، في انتظار ما ستسفر عنه مجريات القضية خلال الأيام المقبلة.
التمسماني: الكرفطي تجاوز حدود النقد.. وإذا كان مقتنعا بما كتبه لماذا حذف تدوينة؟
من جانبه، خرج ياسين التمسماني، عضو المكتب المسير لنادي اتحاد طنجة، عن صمته، مؤكدا أن قرار متابعة الكرفطي جاء بناء على توصية اللجنة القانونية للفريق، بسبب “تدوينة مسّت السلامة النفسية والجسدية للفريق”، على حد تعبيره.
وأوضح التمسماني، في تصريح لطنجاوة، أن الكرفطي “لم يكتف بالتعبير عن رأيه، بل تجاوز إلى التحريض الصريح”، مضيفا: “من يحرض عليه أن يتحمل مسؤوليته القانونية، والقضاء بيننا للفصل في ذلك”.
ولم يفوت التمسماني الفرصة للتساؤل عن مدى انسجام الكرفطي مع ادعاءاته، قائلا: “إذا كان ما نشره مقتنعا به، فلماذا سارع إلى حذفه فور الاستماع إليه؟”، معتبرا أن هذا السلوك يعكس إدراك صاحبه بتجاوز حدود النقد البناء.
وشدد المتحدث ذاته على أن استقرار الفريق يمثل أولوية لا مساومة فيها، قائلا: “لن نسمح لأي طرف بتهديد وحدة النادي أو التشويش على مساره، خاصة ونحن في مرحلة تحتاج إلى تضافر الجهود لا إلى مزيد من الانقسامات”.
وفي معرض رده على اتهامات بملاحقة المنتقدين، قال التمسماني: “شخصيا، لم أقم بمتابعة أي شخص رغم وجود تدوينات كثيرة تهاجمني بالاسم… لأنني أؤمن أن اتحاد طنجة ملك لجمهوره وليس لجيلي أو لجيل غيري”.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن “المكاتب المسيرة تأتي وترحل، لكن اتحاد طنجة سيبقى شامخا بجماهيره الأوفياء ومحبيه عبر الأجيال”.
رشيد الحذيفي: “الله يهدينا على بعضنا… ومحكمة العقل أفضل”
وفي سياق التفاعل مع القضية، اختار الصحافي الرياضي رشيد الحذيفي توجيه رسالة مقتضبة حملت بين طياتها الكثير من الدلالات.
وكتب الحذيفي عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي: “الله يهدينا على بعضنا… محكمة العقل أفضل”، في إشارة واضحة إلى ضرورة تغليب الحكمة وضبط النفس، والابتعاد عن لغة التصعيد والتخوين، حرصا على مصلحة النادي واستقراره الداخلي.