تروي أمٌ شابة لموقع طنجاوة، بصوت تخنقه الدموع، تفاصيل لحظات عصيبة عاشتها عصر يوم الجمعة بمنطقة الرميلات بطنجة، حين وجدت نفسها وجها لوجه أمام محاولة لاختطاف ابنها ذي الأربع سنوات.
تقول الأم: “رافقت طفلَيَّ إلى الرميلات للاستمتاع ببعض الهدوء… جلست في زاوية شبه معزولة، أراقبهما وهما يلهوان، حين مرّ بقربنا ثلاثة أشخاص: سيدة ورجل بدا في عقده الخامس، وشاب تظهر عليه علامات إعاقة ذهنية.”
تحبس الأم أنفاسها لحظة قبل أن تتابع: “رأيت السيدة تترصد تحركات ابني بعينين زائغتين، ثم أشارت نحوه بإصبعها وقالت لمرافقها: ‘هو هذا’. لم ينتبهوا لوجودي، فقد كنت في موقع يصعب رؤيتي منه.”
تواصل الأم سرد المشهد وكأنها تعيشه من جديد: “اقتربت السيدة من طفلي وسألته بلهجة خبيثة: ‘فين ماماك؟’، وبينما كانت تشغله بالكلام، أخرج الرجل فوطة من حبيبته واقترب بخطى مريبة نحو ابني، يحاول أن يكمم فمه… لكن، فجأة، صرخ صغيري صرخة أيقظتني من ذهولي.”
بصوت مرتجف تروي الأم اللحظة الفاصلة: “صرخت بأعلى صوتي: ‘شنو خصكم بولدي؟’… عمت الفوضى، وفر الثلاثة إلى داخل الغابة واختفوا عن الأنظار، بينما تجمهر المارة حولي.”
تضيف الأم أن رجال الأمن حضروا فورا، واستمعوا لشهادتها وشهادة طفليها، وقاموا بتمشيط المنطقة مشيا على الأقدام، لكن دون العثور على أثر للمشتبه فيهم.
وتتابع، والمرارة بادية في نبرتها: “بعد ساعات، وبينما كنت برفقة النقطة التي يقف فيها الشرطة الموجودة في رميلات، لمحتهم من جديد. غيروا ملابسهم لكن ملامحهم لم تخنهم. هرعت لتنبيه الشرطة، فانطلقت مطاردة قصيرة انتهت بتوقيفهم.”
وكشفت الأم أن السيدة كانت تتحدث ببرودة مريبة خلال الاستماع لها من طرف مصلحة الشرطة القضائية لولاية أمن طنجة، وأنها كانت تنوي مغادرة المغرب نحو بلجيكا بعد 48 ساعة فقط، رفقة شقيقها وسائقها الخاص (الرجل الخمسيني الذي كان برفقتها).
إلى ذلك أحالت المصلحة المختصة الملف بعد استشارة النيابة العامة على شكل معلومات قضائية.