يعيش بحارة ميناء أصيلة، هذه الأيام، على وقع معاناة يومية تنذر بكارثة، بسبب التدهور المتواصل لحالة مدخل الميناء، الذي أضحى يشكل تهديدا مباشرا لأرزاقهم، بل ولحياتهم في بعض الأحيان، في ظل تقاعس الجهات الوصية عن التدخل العاجل.
الترمل الحاد وضعف العمق داخل الحوض المينائي باتا عائقا حقيقيا أمام نشاط الصيد التقليدي، حيث لا يتجاوز العمق في بعض النقاط “مِسْطَرة (حوالي 40 سنتيم)”، وفق تعبير مهنيين، في مشهد عبثي يتكرر منذ سنوات دون حلول تُذكر، رغم الميزانيات التي تم الإعلان عن تخصيصها لأشغال الجرف وتنقية الحوض.
شريط فيديو تم تداوله مؤخرا، وثّق لحظة حرجة عاشها طاقم قارب تقليدي علق وسط الوحل عند محاولته مغادرة الميناء، قبل أن يتدخل قارب آخر لإنقاذه وسط صعوبة بالغة.
مشهد قال عنه أحد البحارة إنه “ملخّص يومي لمعاناة الصيادين مع مصيدة طينية اسمها ميناء أصيلة”.
عدد من المهنيين عبّروا عن سخطهم من تكرار هذه المعاناة كل موسم، متهمين الوكالة الوطنية للموانئ بـ”اللامبالاة”، رغم تعاقب النداءات والتحذيرات.
وأكدوا أن مدخل الميناء أصبح غير صالح للملاحة، ويعرض القوارب لخطر الاصطدام أو الغرق، خاصة مع تغير الأحوال الجوية وارتفاع الموج.
“لا جرف.. لا صيانة.. لا تدخلات وقائية”، يقول أحد الصيادين، مضيفا: “كل ما نتلقاه هو الوعود، فيما الأرواح تُزهق والمراكب تتضرر”، في إشارة إلى تكرار حالات علوق القوارب، والتي تُسجل كل سنة تقريبًا، وسط غياب تام لأي صيانة دورية.
الانتقادات لم تعد حكرا على البحارة، بل انتقلت إلى المنتخبين المحليين الذين لم يترددوا في تحميل الوكالة الوطنية للموانئ مسؤولية ما آل إليه الوضع، مؤكدين أن مدخل الميناء أصبح “فخا” يعوق الصيد ويهدد القطاع البحري بأكمله في المدينة.
وبينما تتحدث تقارير رسمية عن برامج تأهيل وصيانة، يكشف الواقع عن صورة قاتمة، تعكس فجوة صارخة بين الخطاب والممارسة، وتطرح أكثر من علامة استفهام حول مصير الميزانيات المرصودة لميناء ظل لسنوات يُشكل شريانا اقتصاديا لآلاف الأسر بمدينة أصيلة.