لم يكن فاتح ماي هذه السنة يوما عاديا بالنسبة لسائقي سيارات الأجرة، الذين خرجوا في مظاهرات ووقفات احتجاجية بعدد من المدن، رافعين شعارات الغضب والتهميش، ومطلقين رسائل واضحة مفادها أن الكيل فاض، والصبر نفد، وأن القطاع يعيش في غرفة الإنعاش دون أن يلتفت إليه أحد.
نقابيون وجّهوا انتقادات حادة للجهات الوصية، محذرين من أن الوضع لم يعد يُحتمل. فالقطاع، كما يصفونه، “غير مهيكل” تسوده الفوضى وتتحكم فيه جهات لا تربطها أية علاقة بالمهنة سوى استغلال العرق اليومي للسائقين، فيما الدولة تتفرج على مسلسل التدهور بصمت مريب.
السائقون تحدّثوا عن ما يسمونه “الريسيتا” التي أثقلت كاهلهم، جعلتهم يشتغلون بنظام السخرة، لا بنظام العدّاد.
البعض لم يتردد في القول إن السائق المهني اليوم “يؤدي كي يعمل”، لا “يعمل كي يؤدي”، في مفارقة تترجم مدى العبث الذي يعيشه القطاع.
ويضيف نقابيون لطنجاوة “ومع كل هذا، لا صوت يتحدث عن التكوين أو التأهيل.. السائق الذي يُفترض أن يكون أول من يلتقي بالسائح، يفتقد أبسط أدوات التواصل.. لا أحد فكر في تلقينه اللغات الأجنبية أو إعداده لمهام الإرشاد، رغم أن الدولة تسوّق لكونه واجهة المدينة وأحد سفرائها غير الرسميين”
ومع اقتراب تظاهرات دولية كبرى، على رأسها كأس إفريقيا والمونديال، يتساءل المهنيون: كيف نستقبل العالم ونحن لا نجد من يستقبلنا في مكاتب المسؤولين؟ كيف نكون في الموعد دون تجهيز أو اعتراف؟