في خطوة غير مسبوقة، أعلن المغرب وإسبانيا عن تعبئة أزيد من 60 ألف عنصر لتأمين وإنجاح عملية العبور “مرحبا 2025″، في وقت تُتوقع فيه أرقام قياسية في عدد العابرين نحو الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط، أغلبهم من أفراد الجالية المغربية المقيمة بأوروبا.
وكشفت اللجنة العليا المغربية الإسبانية المكلفة بتنسيق العملية، خلال اجتماعها السادس والثلاثين الذي احتضنته مدينة قادس بداية الأسبوع الجاري، عن توقعات بعبور ما لا يقل عن 3.5 ملايين شخص، بزيادة تُقدر بحوالي 4 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، في ظل مؤشرات قوية على ارتفاع وتيرة السفر خلال الموسم الصيفي المقبل.
وأكد الاجتماع، الذي حضره ممثلون رفيعو المستوى من البلدين، على الطابع الاستثنائي لعملية هذه السنة، خاصة مع تزايد الضغط على الموانئ والمحاور البرية في شبه الجزيرة الإيبيرية، وارتفاع عدد المركبات العابرة نحو الموانئ المغربية.
وشدد الجانبان على ضرورة التنسيق المحكم بين الأجهزة الأمنية، والسلطات المينائية، والإدارات الترابية، لضمان انسيابية العملية، وتوفير شروط السلامة والخدمات الضرورية للعابرين.
وتعكف المصالح المغربية على تهيئة ميناءي طنجة المتوسط والناظور، إلى جانب مراكز العبور البرية والجوية، لمواكبة التدفقات المتوقعة، في وقت يُرتقب أن تشرع مختلف الوكالات المعنية في تنزيل مخطط مرحبا ابتداء من يونيو المقبل، وسط يقظة لوجستيكية وأمنية غير مسبوقة.
وتُعد عملية “مرحبا” من أضخم العمليات السنوية العابرة للحدود على المستوى الدولي، بالنظر إلى حجم الجالية المغربية بأوروبا، والتي تحرص على قضاء عطلتها الصيفية بالمغرب، ما يجعل من تنقلها تحديا سنويا كبيرا يتطلب تعبئة استثنائية ومخططا دقيقا متعدد الأبعاد.