بلال أكوح
طيلة شهر رمضان وكل مدينة طنجة تعيش على إيقاع أنشطة ثقافية رياضية وصلت في بعض مقاطعاتها إلى الغير المسبوق،ومما يتفق عليه كل المتتبعين للشأن العام المحلي، وخاصة في شقه الثقافي، أن مقاطعة بني مكادة وأختها الأقرب مقاطعة مغوغة بصمتا على شهر من التميز والابداع، وبما أن لمقاطعة مغوغة أهلها من الأعزاء القادرين على تقييم التجربة الرمضانية، فإن الموضوع هنا تقييم لتجربة مقاطعة بني مكادة. تقييم تمتزج فيه الرؤية الخارجية الموضوعية كمتتبع لكل الأنشطة التي قدمت للساكنة المحلية، ورؤية من زاوية المساهمة المتواضعة في التسيير المحلي من موقع المعارضة.
نشطاء بني مكادة وتجربة جمعيات المجتمع المدني الرمضانية:
كمتتبع لكل أطوار رمضانيات بني مكادة لهذه السنة، وبالقياس للأنشطة التي قدمت والبرنامج الذي وضع على طاولة ساكنة المنطقة للاختيار والتذوق، فإن نشطاء هذه المقاطعة المدنيين قد ربحوا رهان التنوع والتنظيم والاشراك، وهو ثلاثي – متغيرات ثلاث- ليس من السهل ربحها حتى في بعض الحالات التي يعد لها ويرصد من الامكانيات ما يرصد لغيرها لكي تنجح.
بالقياس لحجم الأنشطة والتحكم في تنظيمها فقد ربح المجتمع المدني في بني مكادة رهان الأنشطة الرمضانية، ولا يمكن إلا أن ترفع لفعالياته القبعة تقديرا واحتراما جمعيات وأفراد.
السياسي يفسد عمل المدني
بموازاة ربع الفاعل المدني لرهان التنشيط الرمضاني وتصدره للمشد نقطة ضوء داخل نفوذ مقاطعة بني مكادة، فإن محاولة الفاعل السياسي امتطاء صهوة المدني مثل مشهدا منفرا، خاصة حينما نجد هذا(السياسي)- وفي أحسن الأحوال الانتخابي- يجري بأقصى سرعة لحد القفز والنط عله يمتطي صهوة كل ذلك الزخم الغير المسبوق، بل ويموقع نفسه كوكيل عن المدني في مشهد منفر وطارد.
المدني يبدع و(الانتخابي) يقرقب الناب فيما لا ينفع الناس:
مما كان مصدر تشويش لدى بعض أو جزء من الشارع والرأي العام في بني مكادة أن الفاعل (الانتخابي)، رغم كل ما عقد من آمال على انتخابات شتنبر2021 من أجل تجديد النخب المسيرة محليا لا زال يمارس عملية إعادة الواقع وانتاجه بنفص الصور النمطية التي لم ترقى بعد لغايات التخليق والتجديد وشفافية المرفق العام، وإن اختيار البعض لصف اعادة الانتاج تلك تركه يقع في بعض الأحيان في خطيئة عدم مسايرة التوجهات الكبرى والتشريعات الجديدة لبسط سلطة الشفافية في التسيير، وهو على كل حال ليس مرتبطا بالظرف الرمضاني، إنما هو سلوك تسييري بصم عن وجوده منذ شتنبر2021.
هذه اللخبطة وحالة الدوار عند بعض مسيري الشأن المحلي جعلهم يحلمون (بقرقبة الأضراس) على حساب سمعة ما بصمت عليه جمعيات المجتمع المدني في بني مكادة ونشطائها.
تهييئ أرضية النجاح رهين بتفعيل دور المدني في المراقبة والرصد، وتفرغ (الانتخابي) لبلورة خطط وبرامج التنمية:
طبعا والحال أن البعض لم يستوعب بعد أن الفرق بين موقعه القديم والجديد، سيجعله يخلط الحابل بالنابل(تخلاط العرارم)، وينسى أن دوره الحالي هو بلورة تصورات وصياغة خطط للتنمية المحلية، وأن زمن (سبع صنايع)قد ولى. كما على المدني أن يمارس دوره في المراقبة والرصد الموضوعي المنهجي المتجرد من الذاتية، وهو الدور الذي لن يغلب فيه من كسب رهانات كبيرة في بني مكادة. وفي كل التجارب الناجحة كان الخط الثاني وهو خط المراقبة الخارجية بمثابة شيك ضمان لربح تقيد المسير المحلي من موقعي الأغلبية والمعارضة بقواعد الصالح العام.
المحاسبة في العلاقة بالمسؤولية:
مما طفى على سطح النقاش بموازاة برامج التنشيط المحلي الخاصة بشهر رمضان الكريم في بني مكادة أن البعض وعن حسن نية -ربما- حاول وضع تلك الذرامج على مستوى التنزيل موقع المساءلة، ومن حيث المبدأ يحق لكل فاعل أن يحاسب ويقم السياسات العمومية على اختلاف مستوياتها، غير أن تقديرنا أن عملية التقييم تلك ينبغي تنبني على مجموعة من القواعد، حتى نكون بصدد دعم التجربة وتقويتها، والتخلص/ التحلل من ثقافة (إنا عكسنا):
أ- وضع خطة التقييم مع احترام المواقع لتجنب وضع النتائج والخلاصات قبل رصد المؤشرات
ب- المسير يسائل المسير من موقع المؤسساتي؛ أغلبية تسير ومعارضة تسائل
ج- المدني يسائل عمله ودوره من خلال التقييم الذاتي نظرا لخصوصياته، ومن خلال مؤسساته
الشاهد والمشهود أن جمعيات المجتمع المدني قد ربحت الرهان وكانت شعلة مضيئة، وعلى الجميع أن يحتضن تجربة رمضانيات بني مكادة دعما وتقوية وتشجيعا وتطويرا. وكفى.
كل التحية لأبناء بني مكادة البررة كل باسمه وجمعيته ومؤسسته المدنية.
أما لبعض الزملاء الانتخابيين فارحموا المجتمع المدني يرحمكم الله من فوق سبع سماوات، وإلا سنكون مع تكريس مقولة (اللي حرث الجمل دگو).
عضو المجلس الجماعي لطنجة عن حزب الاشتراكي الموحد