في فيلم “الراقصة والسياسي” يغضب بطل الفيلم، الذي أدى دوره الفنان صلاح قابيل رحمه الله، عندما تخبره الراقصة (نبيلة عبيد) التي يتفاوض معها أنه أيضا “راقص”، وأن الجميع يرقص، فقط لكل طريقته.
وفي طنجة، يرقص السياسيون كثيراً إلى درجة تصيب المتابع بالدوار، ويا ليته كان رقصا في صالح المدينة، بل هو فقط من أجل مصالح سياسية ضيقة لا غير.
طنجة تعيش زمنا سياسيا رديئا إلى أقصى حد، بعد أن اتضح أن الكفاءات التي كانت موعودة بها هي عبارة عن مجموعة من الجمعويين الذين لا زالوا يتلمسون طريقهم في الحياة نفسها، وليس في الحياة السياسية فقط.
ويعز على المرء أن يتقاذف مصير طنجة جمعويون مبتدئون و”أصحاب شكارة” وغيرهم، وكلهم غير قادرين إطلاقا على التوفيق بين مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة ومصالح طنجة، ثم الوطن.
لكن بإعلان الملك محمد السادس عن استضافة المغرب لكأس العالم، رفقة البرتغال وإسبانيا، أظن أن هذا العبث يجب أن يتوقف “هنا والآن”.
لم يعد هناك أي مبرر الآن للسكوت على هذه “السبهللة” التي يتم التعامل معها في قضايا مصيرية للمدينة: مستشارون يتقاذفون الاتهامات دون أن تكون هناك أية متابعة قضائية لها، وآخرون يتراشقون بالتدوينات والبلاغات، ومن بقيَ منهم يتصارعون حول من “كأس بيرة” قيل أن ثمنه أدّيَ من المال العام.
في جماعة طنجة، الصراع على منصب الرابع أصبح نكتة لا يضحك منها أحد للأسف، لدرجة أن البعض قرر انتزاعها بـ”القوة”، بعد أن أحضر “جون سينا” وأصدقاءه إلى دورة الجماعة لتصبح الدورة عبارة عن حلبة مصارعة أمريكية.
في مجلس الجهة، التخوف الأكبر هو من الصمت وغياب النقد، حيث الجميع يرفع يده موافقا على كل شيء، وكأن السعادة ترفرف فوق سقف الجهة ولا ينقص الجميع سوى أن يغنوا “وي آر ذ وورلد” !
أظن أن والي المدينة محمد مهيدية أظهر أولى الخطوات الصارمة في قضية البناء العشوائي، وكانت تلك فعلاً أولى قطرات الغيث التي نتمنى أن تليها قطرات أخرى، ثم زخات مطرية أكثر صرامة وشدّة لإنهاء هذا العبث الذي طال والذي لا تستحقه مدينة كطنجة.